Another Round.. نشيد الشباب والحياة

ما علاقة شرب الخمر بالشباب؟ كيف يكون شرب الخمر الحل؟ وما هي الشروط؟

يدور Another Round حول مدرس في منتصف العمر، يعاني فتوراً في حياته المهنية والزوجية، فيلجأ لشرب الخمر ليمنحه الثقة والحيوية، على أن يقوم بذلك مع أصدقائه في شكل تجربة علمية لدراسة أثر الكحول على الحياة العملية، فماذا سيلقى من المجتمع إذا أفرط في الشراب؟ وكيف سيكون أثر هذه التجربة عليه لدى عودته إلى الحياة الاعتيادية؟

(أقرأ: كيف تكتب لوج لاين؟ شخصية وحدث وسؤالين)

فيلم Another Round من تأليف Thomas Vinterberg وTobias Lindholm، إخراج Thomas Vinterberg، بطولة Mads Mikkelsen. 

Another Round


لتجربة أفضل:



مشكلة بطل Another Round وعلاقتها بالشباب

يواجه مارتن صعوبة في التعامل مع طلابه، تتلخص في عدم حضوره ذهنياً أثناء الشرح، ما يجعله غير قادر على صياغة كلماته بطريقة جيدة، وما ينتج عنه عدم احترام الطلاب له، لدرجة مغادرة أحدهم الفصل أثناء الشرح. وعلى التوازي يبرز الفتور بينه وبين زوجته، عدم وجود مساحة حوار بينهما، وعدم اهتمامها بما يقول، وإنه لأمر موجع أن تتكلم ولا يصغي الناس إليك، خاصة عندما تكون في موضع يستوجب منك القيادة، كأن تكون مدرساً وأباً وكذلك زوجاً. وذلك عكس ما كان عليه البطل الأربعيني في الشباب، ويتضح ذلك من حواره مع زوجته، الذي استوجب منه تكرار كلامه غير مرة حتى تنتبه لما يقول، فسألها عما إذا كان شخصاً مملاً، وقالت إنه لم يعد مارتن الذي عرفته أيام الشباب. وكذلك أشار حواره مع أصدقائه إلى الأمر نفسه، حين ذكر صديقه تومي أنه كان يرقص الباليه في الشباب ويتصرف بجموح. وبذلك أرسى سيناريو Another Round بدايته بكفاءة، فبعد البدء بمشهد سباق البحيرة، الذي يقيمه الشباب ويشربون فيه الخمر بجنون، وفي الخلفية أغنية What a life!، يظهر بطلنا الذي يعاني في منتصف عمره من الفتور وفقدان الثقة. ثم يبرز شرب الخمر فيساعد البطل على إطلاق مشاعره المكبوتة لأصدقائه لدرجة البكاء.

وجدير بالذكر هنا أن العنصر الرئيسي لأي بطل درامي هو المواجهة والإقدام، لذلك تعين على مارتن -حتى يكون جديراً بالبطولة- أن يأخذ خطوة تجاه إصلاح مشكلته، وقد بدأها بأن سأل زوجته عما إذا كان مملاً، ما يعني أنه مهتم ومستعد للمحاولة، واستمر بأن شرب الخمر أثناء اليوم الدراسي لتجربة الأمر، ما نعته أصدقائه بتصرف شديد الجرأة، وبذلك قادهم مارتن البطل لدخول المغامرة.


Another Round وتجربة الشراب العلمية

يقرر نيكولاي مدرس الفلسفة وأحد أبطال Another Round أن يقوموا بتجربة الأمر بشكل علمي. وعلى التوازي يؤثر الشراب ويستخدم عملياً في حياة الأبطال، فنرى مارتن بطريقة مبتكرة ينقل لطلابه معلومات متعلقة بالخمور وبالمنهج في نفس الوقت، فيبين لهم كيف أن عديد من المبدعين والخيرين عبر التاريخ كانوا مدمنين على الكحول، وأن شخصاً مثل هتلر كان من الناحية الظاهرية مثالياً شديد الالتزام. وبدأ مارتن بالتقرب من زوجته فتناولا العشاء معاً، واتفقا على القيام بالتنزه مع الأولاد. وتضارع مع ذلك الأداء المثير للطلاب في غناء النشيد الوطني، بفضل ثقة بيتر ونشاطه بعد الشراب، وكذلك تعاطف تومي ولطفه تجاه أحد الأطفال في فريق كرة القدم الذي يديره فنياً. ليثبت سيناريو Another Round بهذه الأمور معاً عبارة مارتن: "العالم ليس كما تتوقعون".


توزيع مساحات الظهور في Another Round 

ويجدر الإشارة هنا إلى الدقة في مساحة ظهور كل شخصية من شخصيات Another Round، فالبطل له خط رئيسي مع الطلاب، وخط فرعي مع زوجته، بجانب خط التجربة مع أصدقائه. ولأن نيكولاي هو الذي يقود التجربة، لم نر أثر الشراب معه في التتابع الماضي مع طلابه، مثلما حدث مع تومي وبيتر، واكتفى سيناريو Another Round بالمشهد الذي يتبول فيه طفله الصغير عليه -وسنوضح المراد من هذا المشهد فيما بعد. 

ونشير أيضاً إلى الدقة في التوظيف لدى كاتبي سيناريو Another Round، فجعل البطل مدرس تاريخ كان مناسباً للحديث مع الطلاب عن الزعماء والقادة والمبدعين، ولأن نيكولاي مدرس فلسفة كان من المناسب أن يتولى التجربة. وقد نجح سيناريو Another Round في جعل البطل هو المحرك الرئيسي للأحداث رغم أن نيكولاي هو من يكتب المقال العلمي، وذلك من خلال ما أشرنا إليه من قبل حيث كان مارتن أول من يشرب أثناء الشرح، وفيما بعد سنشير إلى أمور أخرى أبرزت دور مارتن وجعلته قائد الرحلة.


الخطر المحدق بأبطال Another Round

وكان لابد هنا من إبراز الخطر المحدق بأبطال Another Round، فيكتشف أحد العاملين في المدرسة زجاجات الخمر الخاصة بتومي، ويترتب عليه اهتمام وتعقب مديرة المدرسة للأمر. ورغم ذلك استمر أبطال Another Round فيما يفعلون، ما يسمى في الدراما بنقطة اللا عودة، حيث يتورط البطل فيما حدث مثلما تحسنت حياة مارتن وبدأوا بالفعل تجربة علمية، فما أصبح أمام أبطال Another Round سوى الاستمرار. ولذلك وجب أن يختبر الأبطال مشاعر الثقة والتألق، قبل أن يحدث ذلك الأمر، حتى يختاروا الاستمرار رغم المخاطر المحتملة. 

وجدير بالذكر أن بطل Another Round هو من حبذ الاستمرار في المقام الأول، حيث قال إن هذا الأمر مازال به الكثير، وذكر أنه منتش جداً بالحيوية التي صبغت حياته. وقال نيكولاي إنهم ليسوا بمدمنين، لأنهم قادرون على التحكم في أنفسهم، وكان ذلك بدافع ما اختبروه من تجارب مبدئية، بل طلب نيكولاي من بيتر أن يشغل موسيقى كلاوس هيوفورد، الذي ذكر أنه لم يكن يستطيع العزف دون شراب. وحينها أسند البطل رأسه للجدار مبتسماً في نشوة، وعرض فيلم Another Round مشاهداً لزعماء ومسئولين في حالة سكر أمام العامة، وبدا الأمر مجنوناً ومضحكاً. واستيقظ مارتن في المشهد التالي وأعد الشراب مستمعاً إلى الموسيقى، قبل أن يذهب للمدرسة في حالة سكر زائدة عن الحد، لدرجة أنه اصطدم بالحائط وجرح أنفه. وكان ذلك من ناحية إمعاناً في التخويف وإبرازاً للصراع والمخاطر المحتملة من قبل كاتبي Another Round، ذلك لأن مشاهد الموسيقى والزعماء تعطي انطباعاً ببساطة الأمر وحلاوته، فكان لابد من إلقاء الضوء على سلبياته. ومن ناحية أخرى كان إبرازاً أكثر وأكثر لإقدام البطل، حيث إن تومي حين شرب في المدرسة ونسي الزجاجات كان الأمر في بدايته، والآن يتعين على الجميع أن يحتاط، بالإضافة إلى أن ذلك كان تمهيداً لموت تومي بسبب الشراب فيما بعد. ولكن الآن أن نرى مارتن يذهب للمدرسة بهذه الحال، رغم ما حدث مع تومي، لهو إشارة قوية من كاتبي Another Round على قيادة مارتن للرحلة، واستعداده التام للمخاطرة في سبيل الوصول. ومن الملفت أن تومي – وهو أكثرهم جنوناً- هو من كان يتسم بالتعقل في هذا المشهد، فكان يساعد مارتن ويعطيه منديلاً ليجفف دماء أنفه.


التحول في منتصف Another Round

وقرب منتصف الفيلم يذكرنا سيناريو Another Round بمشهد البداية، فيحدث مارتن طلابه عن سباق البحيرة، وينفتح على الشباب أكثر، فيقول إن شرب الخمر هو العامل المشترك بينهم وبين عديد من الزعماء والمبدعين، لذلك ليس عليهم أن يخجلوا من أمر كهذا. وقد وصل بطل Another Round في هذا المشهد إلى حالة مبهرة من الانطلاق والعفوية، لفتت انتباه نيكولاي الذي مر صدفة بجوار الفصل وسمع وشاهد. وعاد نيكولاي بعدها للبيت، وجعل يشرب الخمر بشكل غريب، لدرجة أنه تعاطاها عبر الأنف كما لو كانت مسحوقاً مخدراً! ويعود فيلم Another Round ثانية للنشيد الوطني، ولكن هذه المرة مع تومي حيث يغنيه طلابه قبل اللعب، ويمسك الطفل بيده، حيث وجد لديه التعاطف والقرب، قبل أن يحرز هذا الطفل هدفاً وفي الخلفية النشيد الوطني يغنى. العالم والوطن بحاجة إلى طاقة الشباب، لذا نجد أبطال Another Round بعدها يلعبون الكرة كما لو كانوا أطفالاً أو شباباً، لتتناسب هذه المشاهد مرة أخرى مع مقولة ما، ولكنها هذه المرة على لسان طالبة لدى نيكولاي في الصف: "حين يجرؤ المرء سيفقد اتزانه للحظات، لكن حين لا يجرؤ سيفقد ذاته". ولكن هذا المشهد جاء عقب المشهد الذي تعاطى فيه نيكولاي الخمر شمّاً، أي قبل مشاهد لعب الكرة، وذلك حدث أيضاً في مقولة مارتن التي أشرنا إليها مسبقاً، لم تأت المشاهد بالترتيب الذي وضعناه في حديثنا، ربما حتى لا يكون السيناريو خطابياً أكثر من اللازم.

ومع نهاية لعب الأبطال بالكرة، نرى بيتر في لحظة صفو يفضي إليهم بأنه يتمنى لو كان لديه طفل، للتمهيد لدخول سباسيتان في المشهد التالي، وهو طالب وجده بيتر منهاراً من البكاء، بسبب الخوف من الرسوب للمرة الثانية في الامتحانات. وعلى التوازي يخرج مارتن مع زوجته وأولاده في رحلة تنزه تنتهي بممارسة الحب بين الزوجين، ولكن الزوجة تبكي بكاءً لم يكن طول المسافة التي ابتعدا فيها عن بعضهما جسدياً هي السبب الوحيد وراءه، ولكن السببين متصلين ببعضها.  

وبعدما أرسى سيناريو Another Round خطوط أبطاله، ووصلت إلى منتصفها، جاء وقت الانقلاب أو التحول الدرامي، وهو ما يحدث في منتصف القصص غالباً -بحسب كتاب فن الشعر لأرسطو- فينحو بها نحو النهاية. وكان ذلك بأن يقرر أبطال Another Round أن يقوموا بالجولة الأخيرة، ويشربوا حتى يصلوا لأبعد نقطة! وحينها يكون مارتن قد نجح مع طلابه بشكل مبهر، واستعاد الوصال بينه وبين زوجته وأبناءه، ويكون بيتر قد دخل حياته تلميذ ستكون مساعدة بيتر له مشبعة لاحتياجه بشكل ما، وقد عرفنا الآن طبيعة شخصية تومي بما يكفي لنستوعب ما سيحدث له فيما بعد، وفي مشهد التحول هذا سنرى لمرة ثانية أو ثالثة طبيعة العلاقة بين نيكولاي وزوجته، وهذا ما يهدده إذا ما تمادوا في الأمر. ومن المثير أن نلفت هنا للكيفية التي أبرز كاتبي سيناريو Another Round من خلالها قيادة البطل للرحلة، ففي المرات السابقة كان هو المندفع الأول نحو الجنون، ولكنه في هذا المشهد -بعد ما حققه- سيشعر بالرضا ويقرر في بداية الأمر ألا يشترك معهم، قائلاً إنه حان الوقت للعودة لعائلته، ويراقبهم وهم يشربون للحظات، قبل أن يقرر أن يشاركهم، لو كان مارتن هو أول من يفعل لأصبح الأمر مملاً بعد تكراره مرتين، ولو لم يفعل لما استمرت الرحلة التي هو قائدها، فكان رفضه في البداية ثم تراجعه مناورة جيدة جداً من كاتبي السيناريو، أبرزت اختيار البطل وسط بقية الشخصيات.

(اقرأ: ملخص كتاب فن الشعر.. التحول في منتصف القصص)


أصعب ما يواجه أبطال Another Round

وشرب أبطال Another Round إلى أقصى درجة، حتى واجه كل منهم أصعب مخاوفه، فقد سقط مارتن أمام منزله مجروحاً ومغمى عليه، وساعده ابنه يوناس بعد تردد وحرج، ما جعل موقفه شديد الحساسية أمام أسرته، خاصة وأن الزوجة طلبت منه أن يوضح لإبنائه ما يحدث، ومن ثم انهار مارتن حين اكتشف علاقة زوجته برجل آخر. وقد لوحظ في مشهد العشاء بين مارتن وزوجته في بداية الفيلم أنه حدثها عن ابنهما يوناس الذي صار في مثل طوله، حيث يستمر Another Round في الربط بين الأبطال في منتصف العمر وبين الشباب، لأن الطاقة والسلوكيات الناتجة عن الشراب تتشابه مع طاقة الشباب. ولذا بدأ فيلم Another Round بالشباب يتسابقون عند البحيرة، وجُعل الأبطال مدرسين بالأساس حتى يكونوا متصلين بالشباب. 

وقد اختير أن يكون البطل مدرس تاريخ ليحدث الطلاب عن العظماء والمبدعين، ويكون نيكولاي مدرس فلسفة ليتولى كتابة المقال، ويكون تومي وبيتر ليسا متزوجين أو لديهما أطفال، حتى يتصل الأول بطفل منطوي يحنو عليه، ويساعد الثاني طالب متوتر لتجاوز الامتحان. وقد استخدم كاتبي سيناريو Another Round مشهد امتحان سباسيتان ليشيرا إلى مفهوم ما سيفيد فيما هو آتٍ، وهو أن الإنسان لابد وأن يتقبل نفسه على أنه غير معصوم من الخطأ، وعلى التوازي نرى مارتن لا يخجل من تلعثمه هذه المرة أمام الطلاب، بل يبتسم! أما نيكولاي فقد كان لديه أطفال صغار بعكس مارتن لسبب، فقد أراد سيناريو Another Round أن يربط التصرفات الناتجة عن الثمالة الشديدة في هذه المرحلة ليس بالشباب، وإنما بالأطفال. فقد ذكرنا مسبقاً أن نيكولاي بعد أن قرروا ممارسة الشراب بشكل ممنهج، ظهر في مشهد وابنه يتبول عليه، وبعد الوصول لأبعد نقطة نجد نيكولاي نفسه يتبول في الفراش، مثلما فعل ابنه، ما يثير انزعاج زوجته، ويحط من شانه في نظرها. ومن الملفت أن نيكولاي في هذا المشهد أمسك بجهاز مراقبة الطفل، وحاول استخدامه لغرض آخر دون وعي، وكأنها إشارة من كاتبي Another Round أنه طفل في هذه اللحظة. وعلى التوازي يصل تومي إلى مرحلة لا رجعة منها من الإدمان على الكحول، حتى أنه يذهب للمدرسة في حالة سكر شديدة، تفضح أمره وتحل الأزمة في نفس الوقت، فيتحمل وحده المسئولية أمام المديرة، ويتبرأ بقية الأبطال.  

وبجانب كل الخسائر التي واجهها أبطال Another Round وجعلتهم يقررون إنهاء التجربة، كان لابد من نفحة الموت التي تحدث عنها بليك سنايدر في كتابه الشهير (أنقذ القط)، وهي أن يدنو بطل القصة من الموت -سواء حرفياً أو مجازياً- في هذه اللحظة من الرحلة، حتى يتغير تغيراً حقيقياً. أو أن يموت البطل حرفياً مثل ليون المحترف وتنتقل رسالة الفيلم من خلال شخص آخر غير البطل. أو كما في فيلمنا Another Round يشهد البطل موت شخص عزيز، وهو تومي. وقد جاء مشهد وفاة تومي في Another Round على خلفية النشيد الوطني، كما قام الطفل الذي عطف عليه بقيادة زملاءه لغناء النشيد على قبره، ما يشير إلى الأثر الذي تركه -شأنه شان ليون- وفي مشهد مشابه لمشهد نهاية فيلم ليون المحترف كذلك.

(اقرأ: ليون المحترف وكيف كانت الاحترافية موضوعاً للفيلم)

ثم استعاد معنا Another Round اللحظة التي أدت إلى كل ذلك، من خلال مقطوعة كلاوس هيوفورد، التي استمع إليها الأبطال حين قررا الاستمرار في الأمر، وعدم الاكتفاء بدورة واحدة من الشرب والتجربة. نسمع المقطوعة هذه المرة بينما البطل يقود السيارة بزملائه باكياً بعد عزاء تومي، وكأن الفيلم يشير إلى السبب وراء كل ما حدث هي الجولة الأخرى Another Round أو الدور الآخر، الذي كانوا يقررون الخوض فيه بعد كل نجاح.


Another Round وكيفية العودة للشباب

يريد فيلم Another Round أن يشير إلى أن الاستعانة بالخمور حل جيد لبعض الوقت وليس كل الوقت، ولكن لو لم يخوض أبطال Another Round هذه المغامرة إلى هذا الحد، ويصلون إلى أقصى درجات الطاقة والانطلاق، لما استطاعوا تقبل عدم قدرتهم، لما استطاع مارتن أن يبتسم في وجه السخرية، ولما استطاع نيكولاي أن يخلق تواصلاً جديداً مع زوجته على حد وصفه، ولما استطاع بيتر أن يساعد الشاب ويجد امرأة يرتبط بها. ولأن أبطال Another Round امتصوا الرحلة جيداً، فقد استطاعوا أن يستخلصوا الإكسير -وهو مصطلح استخدم في كتاب البطل بألف وجه للتعبير عن الدرس المستفاد من الرحلة- فواجهوا الخسائر وخاصة موت تومي بالتقبل، التقبل هو مفتاح اللغز، التقبل هو الحل، وقد فعل مارتن بأن ابتسم في وجه السخرية كما ذكرنا فيما سبق، وبأن قرروا الذهاب لتناول الطعام والشراب، كما كان تومي سيفعل لو كان بينهم. وحينها وجد مارتن زوجته تراسله، وتقول إنها مستعدة لإعطاء علاقتهما فرصة جديدة، ومن الملفت أن مارتن قال حينها إن تومي يبدو وأنه يتوسط بينهما. 

وقد تعمد كاتبي سيناريو Another Round أن يكون مشهد الرقص مع الشباب هو المشهد الأخير، حتى يبدأ الفيلم وينتهي عند الشباب. ومن ناحية أخرى حتى يتضح للمشاهد أن المشكلات قد انحلت حين تقبل البطل خسائره وضعفه، وليس حين شرب وثمل، لذا نسمع في أغنية الفيلم عبارة: "It’s Okay" تتكرر مراراً في خلفية رقص البطل وشرابه. ونرى الشباب يقيدون مديرة المدرسة، فلكل شيء وقته، وقد انتهى وقت التعقل، وجاء وقت الاحتفال. 

تم.

أكتب لنا رأيك في التعليقات، وشارك المقال ليصل للمزيد من الأشخاص.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال