نبذة عن رواية الفيل الأزرق
رواية الفيل الأزرق الرواية الثالثة للكاتب المعاصر أحمد مراد، صدرت عن دار الشروق في عام 2012م. تدور رواية الفيل الأزرق حول يحيى راشد، طبيب نفسي يعود لعمله بعد انقطاع، فيلتقي بصديق قديم متهم في جريمة قتل، يعاني أعراض الفصام. وقد كان هذا الصديق السبب في فقد يحيى لمحبوبته وزواجه ممن لا يحب. فماذا سيفعل يحيى في مواجهة الصديق المطلوب منه تقييم حالته، خاصة لما يتصل بعالم البرزخ من خلال حبوب مخدرة، تكشف له ما لا يعرفه عن قصة صديقه وحقيقة حالته؟ وكيف سيكون تأثير اتصاله بهذا العالم على حياته؟
(اقرأ: كيف تكتب لوج لاين؟ شخصية وحدث وسؤالين)
عالم رواية الفيل الأزرق وعالم الواقع
جاءت رواية الفيل الأزرق بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، في ظل انشغال الشعب المصري المفرط بالسياسية، وبمصير مصر وبالثورة. وكانت رواية الفيل الأزرق بمثابة هروب من قبل الكاتب وهروب بالقارئ من الواقع المعاش، ودعوة لشيء من الانفصال عنه. وقد كان ذلك مفيداً، لأن مثل هذه الأحداث التاريخية الكبيرة تحتاج إلى الانفصال عنها لبعض الوقت، من أجل تأملها وفهمها على نحو جيد.
ومن ناحية أخرى كان الدخول في عالم غريب وجديد على القارئ، تأسيساً لمزيد من نجاح أحمد مراد، بل كان النجاح الأكبر له، حيث حققت رواية الفيل الأزرق مبيعات خرافية، فالدخول في العوالم الغريبة بعيداً عن الواقع أحد أهم الأشياء التي يبحث عنها القراء.
(اقرأ: موسم صيد الغزلان.. الأنثى محوراً للقصة)
طريقة أحمد مراد في معالجة موضوع الفيل الأزرق
جاءت أحداث رواية الفيل الأزرق مفككة إلى حد ما، بحيث لا يؤدي كل جزء إلى الآخر، كما تقضي قواعد الكتابة. وقد يكون ذلك مناسباً لما يريد أحمد مراد أن يزرعه من شكوك في صحة يحيى النفسية والعقلية، فيدعو هذا التفكك إلى الشك، حيث إن الأحداث لو كانت مترابطة بشكل محكم، لكان دليلاً على صحة يحيى النفسية والعقلية. كما تنتهي رواية الفيل الأزرق نهاية غير متوقعه، تثير الكثير من التساؤلات.
على صعيد آخر فبخلاف الروايتين السابقتين لرواية الفيل الأزرق، رواية فيرتيجو، ورواية تراب الماس، جاءت الفيل الأزرق بلا رسالة حقيقية، رغم ما تحمله من قدر مرعب من الإبهار. قد يكون السبب ما ذكرنا بخصوص الهروب من الواقع المعاش لبعض الوقت، ولكن الكتاب كما وصفه كافكا: "ينبغي أن يكسر البحر المتجمد فينا"، مهما كان موضوع الكتاب، والظروف المحيطة بكتابته، ينبغي أن يضيء فكرة في عقل القارئ مع نهايته، وهذا لم يتحقق في رواية الفيل الأزرق.
(اقرأ: مراجعة وتقييم رواية فيرتيجو لـ أحمد مراد)
تقييم رواية الفيل الأزرق
2/5
اقتباسات مميزة من رواية الفيل الأزرق
"أعرف عن نفسي الكثير، أنا فتات إنسان يتظاهر أنه على قيد الحياة، أنا يونس في بطن حوت كافر"، "انتظرتُ الملكين أن يأتيا ولم يفعلا، سيسألانني عن إلهي ورسولي وديني، ولن أجيب عمداً، فالجحيم يجب أن يحظى بكوادر وقادة، يبثون اليأس في نفوس الأجيال الجديدة".
تم.
أكتب لنا رأيك في التعليقات.