البطل الأندردوج.. مراجعة وتقييم رواية فيرتيجو أحمد مراد

رواية فيرتيجو

الرواية الأولى للكاتب أحمد مراد، صادرة عن دار ميريت 2007م، تحولت لمسلسل تلفزيوني عام 2012م. 

تدور راوية فيرتيجو حول أحمد كمال، مصور فوتوغرافي بسيط يستحوذ على صور فاضحة لعدد من مسئولي الدولة الفاسدين، فيقرر أن ينشرها للناس، ولكن كيف يفعل من دون أن يعرض نفسه للخطر؟

فيرتيجو


عالم رواية فيرتيجو وعالم الواقع

لعل التطور التكنولوجي الذي نعيش في ظله اليوم يجعل من الحل الدرامي لمعضلة البطل سهلاً، ولذلك تصبح رواية فيرتيجو متصلة بزمنها الذي كتبت فيه، بالإضافة إلى تنبؤها بثورة 25 يناير، ما قال عنه أحمد مراد في لقاء سابق إن سببه يعود لقراءته المستمرة للجرائد، والتي ساعدته في استشفاف اتجاه الأحداث المستقبلية.

ورواية فيرتيجو كذلك متصلة بزمنها فيما يخص الأحداث؛ ففساد المسؤولين اليوم لم يعد بأمر جديد على المواطن، ولكم يحزننا أن نعترف بذلك، وفي ظل طغيان الفساد يحاول أحمد كمال أن يبقى متخفياً، لأن الخفاء هو سر قوته، ويكتفي بأن يرمي حجراً في المياه الراكدة.

وبذلك تتضافر نوعية البطل مع خط سير أحداث قصته، فهو من الأبطال الذين لا تشعر بهم ولا تعطيهم أهمية إن رأيتهم، ويكون ذلك مصدر قوته في رواية فيرتيجو.


البطل في رواية فيرتيجو

ولكن ماذا يعني أحمد كمال في أمر هؤلاء الفاسدين؟ ما الذي يجعل من البطل الدرامي بطلاً؟ ببساطة أن يكون متصلاً بشكل عاطفي بما يغامر من أجله ضد الخصم، وهو بأن تخلق له -ككاتب- اتصالاً قديماً بما سيخوض فيه في أحداث القصة، يسمى القصة من الماضي أو جرح الشخصية.

وكان هذا الاتصال هو مقتل حسام صديق أحمد دون ذنب في حادث اغتيال متعلق بصفوان البحيري -الخصم- وضياع حقه، ما دفع أحمد كمال لأن يتحرك في هذا الأمر. 

ويشبهه في ذلك طه الزهار بطل رواية تراب الماس حيث قتل والده، ولكن كان موت والده هنا هو أيضاً الحدث المحرك للقصة.

وقد أضاف الكاتب أحمد مراد بعض من أسباب الاتصال الأخرى بين البطل وبين القضية، مثل الصفعة التي تلقاها من نجل أحد المسؤولين، وشخصيات العم جودة وعلاء الصحفي، وآية شقيقته وكذلك غادة محبوبته، ولكل شخصية منهم لحظة معينة تتصل عندها بالخط الرئيسي ضد الخصم وتدفع أحمد كمال للاستمرار.

وفي نفس الوقت الذي تبرز فيه تلك الإضافات ذكاء أحمد مراد في معالجة الموضوع، تشير من جهة أخرى إلى تطور مهارته في الكتابة لدى كتابة تراب الماس؛ حيث لم يعتمد على عدة أسباب توصل البطل بمغامرته مثلما فعل في رواية فيرتيجو، بل خلق سبباً واحداً أقوى من كل الأسباب وهو مقتل الوالد. 

(أقرأ أيضاً: "تراب الماس.. كيف تصبح بطلاً؟")


تقييم رواية فيرتيجو: 2/5


اقتباسات مميزة من رواية فيرتيجو

"أنا واحد ربنا بعتله هدية"، "أنا هرمي طوبة وأطلع أجري"، "كان يدرك في قرارة نفسه شيئاً واحداً فقط، أنه على شفا حدث كبير"، "الحرية، ...، أربعة حروف تعني الكثير"، "فيه شاهد صور اللي حصل"، "أخذ صفوان ينظر إلى المكتب، لم يكن باقياً سوى سنة واحدة، كان يعد نفسه لخروج مشرف".

اقرأ أيضاً: مراجعة رواية موسم صيد الغزلان

تم.

أكتب لنا رأيك في التعليقات، وشارك المقال ليصل للمزيد من الأشخاص.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال