صوت داخلي - قصة قصيرة - الفصل الثامن والأخير

* * *
صوت داخلي - قصة قصيرة

لتجربة أفضل:

* * *

أمامي شهر بالكامل حتى المواجهة التالية، وكالعادة أخطط لأن ألتزم خلال الشهر، أن أصلي وأبتعد عن المعاصي حتى يلطف بي الله في التسجيل، وما أكاد حتى أضيف علامة 🙂 تلو الأخرى. عدتُ إلى حياتي الاعتيادية، إلى غرفتي المظلمة، إلى القاعة الصغيرة، إلى ميس هناء وصديقي يوساب، وللعجب شعرت وأن الحضور في هذا الموعد أفضل بكثير من موعد المتفوقين، من ناحية عدد الحضور تحديداً، كلما كان العدد كبيراً كلما شعرت بالخوف، ولا أقصد الخوف من التلعثم، بل الخوف من الزحام، أشعر أنني غير مرئي، خاصة وأن المدرسين لا يعرفون اسمائنا ولا أي شيء عنا، لا أرى أنهم يتواصلون معنا بشكل جيد، بعكس ما كان في الصعيد، لماذا دوماً يشعر الصعيديين والفلاحين أنهم أقل من القاهريين والسكندريين رغم أن لديهم الكثير من المميزات غير الموجودة في الوجه البحري؟ 

لنعد إلى ما حدث بالأمس، لا أعرف ماذا كنت أريد من بابا، لم أرد أن أحكي، ولكني لم أستطع أن أكتم، لا أعرف ماذا كنت أريد، ربما أردت أن أستغيث، رغم أني أعرف ألا حلول لديهم، ما وقع قد وقع، وسيقع مثله الكثير، ولا نملك سوى التجاهل والكتمان، والاستمناء! ولكن إلى متى؟ ربما إلى أن أفقد النطق بالكامل وأفقد عضوي، أو أموت كمداً!

- He felt angry but he said to himself I’m too small to do anything

سمعت هذه العبارة في أذني، ويا لصدقها. ولكن لماذا رغم كل شيء هناك صوت داخلي يحدثني بأن ذلك سينتهي يوماً؟ بحق النور الذي وصل غرفتي رغم العتمة، بحق النقطة البيضاء في داخلي رغم السواد، أشعر أن يوماً ما سأكون قادراً على التكلم، سأكون جذاباً، وسأكون مشهوراً، ولكن بأي صفة؟ ربما ككاتب، سأدرس الطب لأجل أبي، ومن ثم أتحول للكتابة

- الكاتب الوسيم علاء موسى

هكذا تقدمني منى الشاذلي، أدخل وسط تصفيق الحضور ونظراتهم المعجبة وخاصة النساء منهم، جسدي لائق، ولحيتي كثيفة. تسألني المذيعة:

- في حد تعرفه هنا؟

- في واحدة... صاحبتي

تظهر حبيبة جالسة وسط الحضور، أبحث عنها للحظات فترفع لي يدها، تدعوها المذيعة للظهور، فيكون أول ظهور لزوجة الكاتب، الوسيم، المحبوب، علاء موسى. وفي المنازل يتابعني الأسرة وكذلك الأصدقاء، علي ومصطفى وغيرهما، الجميع يحسدني على النجاح والزوجة الجميلة. 

سالت دموعي ببطء حتى لامست الوسادة التي أنام عليها، ولكني تبسمتُ، قبل أن أغلق جفوني على هذا الحلم الجميل، وأنام.

هو أنا وأنا هو

هو حرب دايرة جوا

جوا مني وبتقتلني

مهما جريت أو هربت


النهاية.

جميع نصوص هذه المدونة مسجلة لدى إدارة حقوق المؤلف، ويحظر نشرها أو استخدامها دون إذن مؤلفها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال