كتاب كنت رئيساً لمصر هو كتاب سيرة ذاتية لرئيس مصر الأول اللواء محمد نجيب، كتبه بعد انتهاء فترة اعتقاله وتحديد إقامته، وقد توفى بعد عام من صدور الكتاب.
* * *
فصول كتاب كنت رئيساً لمصر
يقع كنت رئيساً لمصر في أربعة عشرة فصلاً، ابتداء من طفولة محمد نجيب وشغفه بالجندية، وترقيه حتى أصبح لواءً، ومن بعدها قيادته لثورة 23 يوليو 1952م، ثم ما تلاها من أحداث سياسية. وينتهي كنت رئيساً لمصر عند انتهاء فترة الإقامة الجبرية لمحمد مجيب في معتقل المرج لدى نهاية عهد السادات، حيث أضحى مسموحاً لنجيب بالخروج والتحرك، ولكن إقامته بقت محددة حتى 1983م.
ملخص كتاب كنت رئيساً لمصر
في الفصل الأول من كنت رئيساً لمصر يحكي محمد نجيب عن طفولته، ميلاده في السودان -التي كانت متحدة مع مصر آنذاك، وشغفه بالمعارك الحربية وقضاء الوقت في تمثيلها في البيت، لدرجة انصرافه عن الدراسة، ما جعله يرسب في السنة الثالثة الابتدائية. وكيف كان نجيب على صغره شديد الاعتزاز بنفسه، يرفض معاملة الإنجليز الممتهنة للمصريين، وكيف كان الإنجليز يجردون الجيش من مقوماته الأساسية، بأن ينشغل الجنود بالحفر والردم دونما التدريب على القتال وحمل السلاح. ويلفت كنت رئيساً لمصر إلى قوة ثورة 1919 وأهميتها التاريخية الكبيرة، رغم عدم نجاحها، لأن الكثير من المصريين -على حد وصف نجيب- يعتقدون أن تاريخ مصر بدأ في 23 يوليو 1952م.
ثم يستعرض كنت رئيساً لمصر تفاصيل حرب فلسطين 1948م، ودور محمد نجيب فيها، ويحكي عن الأسلحة الفاسدة التي حارب بها الجيش المصري بسبب فساد الملك فاروق، وقد كانت الهزيمة في الحرب واحتلال فلسطين السبب الرئيسي للانقلاب على الملك. ثم يحكي كنت رئيساً لمصر تفاصيل تحرك الضباط الأحرار ليلة الانقلاب، وكيف كانوا أسرع من الملك فاروق بخطوة، حيث كشف الملك مؤامرتهم، ولكنهم تحركوا قبل أن يستطيع القبض عليهم، وقد كانت الحركة متمثلة في حصار الملك وحاشيته وقيادات الدولة بالقوة، وإجبار الملك على التنازل عن العرش.
ويذكر نجيب ما فعله عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وأنور السادات ليلة الانقلاب لتأمين أنفسهم في حال أخفقت الحركة، فقد ارتدى عبد الناصر وعامر الملابس المدنية، ولم يقتربا من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة -التي كان السيطرة عليها جزءً من الخطة- إلا بعد أن تم السيطرة عليها، بينما دخل السادات السينما وافتعل شجاراً ليحرر محضراً في قسم الشرطة، حتى يثبت عدم اشتراكه في الحركة في حال فشلت. ويقارن نجيب بين رحيله ورحيل الملك، فيذكر كيف حرص على أن يغادر فاروق في جو من الاحترام، متمثل في صياغة جيدة للتنازل عن المُلك، والسماح لفاروق بالهجرة خارج البلاد وعدم الاستيلاء على أمواله، وتمنى نجيب لو أن الضباط الأحرار فعلوا معه مثلما فعل مع الملك. ويتعرض كنت رئيساً لمصر لمسألة إذا ما كانت حركة الضباط الأحرار ثورة أم انقلاباً، فيقول إنها من حيث المبدأ انقلاباً، ولكن لمّا وجد الضباط الأحرار ترحيب شعبي بالحركة سموها ثورة.
ويسرد كنت رئيساً لمصر ما حدث من قبل الضباط بعد الثورة، وكيف كان يخضع نجيب لرأي الأغلبية من مجلس القيادة، حتى وإن كان غير مقتنعاً بصفة شخصية بالقرار، وقد تعين الكثير من الضباط في وظائف قيادية هامة، وبذلك اخترق العسكريون كل المصالح المدنية وصبغوها باللون الكاكي! وعندما شعر الضباط بأنهم المسيطرون خاضوا في العنف وطغوا، لدرجة أن ضرب أحدهم ضابطاً شاباً بحذائه! وقد حاول الضباط بكل الطرق تأجيل الانتخابات البرلمانية التي ستنهي فترة حكمهم وتسلم السلطة إلى الشعب. وقد كان الضباط يسيرون الكثير من الأمور الهامة بشكل سري ودون الرجوع إلى نجيب وكان يخضع لما يقرروه لأنه رأي الأغلبية! ويذكر نجيب أنه لم يستطع أن يكون الديكتاتور الذي أراده الضباط والشعب، فبحثوا عن غيره للعب هذا الدور، وكان عبد الناصر هو المختار، وقد كان عبد الناصر منذ البداية يحاول إقناع الشعب بأنه البطل الحقيقي للثورة، وقد دبر عبد الناصر محاولة اغتيال وهمية ليقنع الشعب أنه بطل، وسرب مكالمة بين نجيب ومصطفى النحاس رئيس حزب الوفد ليتهمهما بالتآمر ضد الثورة، وعليه تم عزل نجيب من منصب رئيس الجمهورية، وتم التحفظ عليه في معتقل المرج، وقد كان الضباط الأحرار فقط يحتاجون إلى واجهة، رجل نبيل ذو شعبية في مصر والسودان يقود حركتهم حتى يستطيعون السيطرة، وكان محمد نجيب هذه الواجهة، ولما انتهى دوره تخلصوا منه، واستقلت السودان عن مصر إثر ذلك، إذ أنهم كانوا مؤيدين لنجيب.
وهنا قرر نجيب أن يتوقف عن سرد قصة الخصومة ضد عبد الناصر، نظراً للآثار النفسية المنهكة التي لحقت به بعد كتابة الفصول السابقة، وقرر نجيب أن يحكي قصة ضياع السودان، فروى كيف تخلى مجلس القيادة عن الاتحاد مع السودان بسبب التركيز على السيطرة على الحكم، وقد حاول عبد الناصر بعد سنوات إقامة اتحاد مع سوريا، وقام بتأميم قناة السويس حتى يوهم الشعب بأنه البطل الساعي للقومية العربية والاستقلال، فترتب عليه تعرض مصر للعدوان الثلاثي من قبل إنجلترا وفرنسا وإسرائيل في 1956م، ويحكي نجيب أنه أرسل الخطابات إلى عبد الناصر أثناء اعتقاله ليطلب المشاركة في هذه الحرب ولو تحت اسم مستعار، وبغض النظر عن أي اعتبارات شخصية.
ويعود كنت رئيساً لمصر لاستكمال الصراع ضد عبد الناصر، فيحكي محمد نجيب عن إقامته في فيلا المرج لمدة 29 عاماً، وكيف كان الحرس يضيقون الخناق عليه حتى في حجرة النوم، ويمتهنونه. ويذكر كنت رئيساً لمصر إزالة اسم محمد نجيب من كتب التاريخ، وسماع خبر وفاته في الراديو، وتلقيه برقيات التعازي بنفسه! ومن ثم إطلاق سراحه في عهد مبارك، ولماذا قرر محمد نجيب أن يكتب هذا الكتاب، حيث قال إن الذكريات تحاصره، بينما يقترب من النهاية، وقد رأى بعينيه نهاية الضباط الذين تآمروا ضده، فقد انتكس عبد الناصر واُغتيل السادات، ولكن هناك الكثير من الحقائق التاريخية التي لم يفصح عنها في كتابته السابقة، إذ كتب نجيب عدة كتب منها: مصير مصر، وكلمتي للتاريخ، فقرر نجيب أن يحكي كل ما حدث لأول مرة بالتفصيل من أجل التاريخ، ومن أجل الأجيال الجديدة.
اقتباسات مميزة من كتاب كنت رئيساً لمصر
"أحييك بشرط أن ترد لي التحية بنفس الطريقة"، "أنتم حثالة، لو كان فيكم رجل فليتقدم للأمام خطوتين، فتقدمت أربع خطوات"، "مجلس قيادة الثورة قرر إعفائكم من منصب رئيس الجمهورية"، "وإن سامحته هل يسامحه الشعب ويسامحه التاريخ؟"، "إن هذا الكتاب سيعيش أكثر مما عشت، وسيقول أكثر مما قلت".
تم.