* * *
أشعر بما تمر به، أعرف الكثير عن تخبطك وهوسك بالمثالية، كلما جرفك تيار الكمال تذكر أنه من السهل أن تتقبل نفسك إن كنت كاملاً، ولكن من القوة أن تتقبل نفسك رغم عيوبك. فيما مضى كان من حولك يدعمونك ويطيبون مسامعك بخير الكلام وجم الإطراء، لكنهم لم يعودوا يفعلون، ليس لأنك لم تعد ماهراً، بل ربما لأن الوقت قد حان لأن تدعم نفسك بنفسك، قد تداخلك الشكوك، تخشى أن تكون سائراً في الطريق الخطأ، ولكنك مررت خلال طريق مشابه، مليء بالمخاطر، دون خطة ولا مرشد، وقد اتضح أن طريقك كان صحيحاً، لستُ متأكداً بينما أكتب لك مما إذا كان هذا الطريق أيضاً صحيحاً أم لا، ولكني لا أريدك أن تتأرجح بين التقدم والرجوع، أشفق عليك من ترددك، تعذبني حيرتك، أتمنى لو تكون ثابتاً، واثقاً، أود أن أذكرك بالاقتباس الذي تحب: "لا تسألني قبل الوقت، وتأكد أنك لن تصل إلا بالسير"، أعرف أنك أحياناً تسير قبل الوقت، وتريد أن تصل من دون سير، لا أقدر أن أعرف الآن إذا ما كان اختيارك صائباً أم لا، ولكني أريدك أن تحب نفسك على كل حال، أود أن أصحح ما قلته بخصوص السير من دون مرشد، فقد كان وما يزال مرشدك هو قلبك، وقد كان دائماً خير مرشد.