رواية 1919
رواية 1919 للكاتب المصري المعاصر أحمد مراد، صادرة عن دار الشروق عام 2014م. تدور رواية 1919 حول أحمد عبد الحي كيرة، العضو بجماعة اليد السوداء السرية المقاومة للاحتلال البريطاني لمصر، يتعرف أحمد كيرة على عبد القادر شحاتة الجن بعد مقتل والد الأخير على يد الإنجليز في مظاهرات ثورة 1919، ويقوم أحمد كيرة بتجنيد عبد القادر ضمن أعضاء اليد السوداء. فكيف سيستفيد منه أحمد في تنفيذ اغتيال وزير مصري لقبوله الوزارة في ظل الاحتلال؟ وماذا سيكون مصير كيرة بعد كل ما قدم للوطن من تضحيات؟
(اقرأ: كيف تكتب لوج لاين؟ شخصية وحدث وسؤالين)
عالم رواية 1919 وعالم الواقع
صدرت رواية 1919 في 2014م أي بعد أحداث 30 يونيو ورحيل الإخوان المسلمين عن السلطة، واعتلاءها من قبل الجيش، وكان أحمد مراد من قبل قد تناول في روايتيه فيرتيجو وتراب الماس الفساد السياسي في عهد مبارك، وربط مراد بين الفساد وبين أحداث 23 يوليو 1952م وقصة محمد نجيب مع الضباط الأحرار.
وهنا وكأن أحمد مراد في 1919 يعود إلى ما هو أبعد وأعمق من قصة نجيب، فيستعرض وجود الاحتلال الإنجليزي لمصر، وثورتي عرابي و1919 المبتورتين، مسلطاً الضوء على أسماء لم ينصفها التاريخ، مثل أحمد كيرة وعبد القادر الجن ودولت فهمي، ليلفت إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها هؤلاء المقاومين في سبيل جلاء الإنجليز عن مصر، وما لاقوه في المقابل من بلادهم وذويهم من خزي وخذلان وأحياناً موت!
(أقرأ: تراب الماس.. كيف تكون بطل؟)
معالجة أحمد مراد لـ رواية 1919
إن رواية 1919 أكثر روايات أحمد مراد تركيزاً على القصص الفرعية دون قصة البطل، هذا لأن مراد أراد استعراض قصص العديد من الشخصيات، ولكنه لم يوفق في ذلك إلى حد كبير. وخاصة في بداية الرواية، إذ يظهر بطل 1919 بعد ثلاثة فصول كاملة، كما أن فصل 1919 الأول كان استعراض لأحداث تاريخية وقعت منذ دخول الإنجليز في 1882م وحتى بداية أحداث ثورة 1919.
فيما عدا ذلك كانت رواية 1919 مفعمة بالحيوية والتفاصيل الدقيقة، والمبهرة في كثير من الأحيان، ولكن كما ذكرنا أن تركيز مراد على عدد كبير من الشخصيات واستعراض الكثير من الأحداث والتفاصيل في حياتهم دون البطل، أو تحديداً دون الخط الرئيسي الذي أوضحنا في مقدمة المراجعة، هذا الأمر بمرور الأحداث يصيب القارئ بشيء من الملل. رغم أن الرواية مكتظة بالأحداث والتطورات في ظل غليان القاهرة أثناء ثورة 1919، إلا أن مراد أسهب في تناول القصص الفرعية، وكثرة الأحداث هذه لا تؤدي إلى إثارة القارئ، بل تصيبه بشيء من الانزعاج والضجر. كما أن أحداث قصة البطل تبدو وكأنها مبتورة، تبدأ وتنتهي دون معنى قوي ملموس، ربما أراد الكاتب من خلال ذلك التعبير عن ثورة 1919 المبتورة، ولكنه لم يوفق.
رواية 1919 على المستوى الفني وفيما يتعلق بالبناء القصصي لم تكن جيدة، ولكنها تعد في رأينا مرجع قوي جداً وتوثيق مذهل لأحداث هذه الفترة الزمنية في مصر.
تقييم رواية 1919
2/5
(اقرأ: مراجعة وتقييم رواية موسم صيد الغزلان)
اقتباسات مميزة من رواية 1919
"الانجليز مش بتبصلنا على إننا بني آدمين زيهم"، "أبوك كان حالم، والحالم ميفهمش يعني ايه خيانة"، "اللي زيك بيبقي عامل زي طلقة الرصاص مينفعش بعد المعركة تستخدمها ف حاجة".
"لم تحك عن العهر ولم يحك عن القتل"، "مصر عاملة زي ملجا الايتام فيها من كل صنف ولون"، "مصر قسيت عليا اكتر بكتير من سوريا".
"لا شيء أسوأ من ثورة مبتورة"، "ليست كل الأمم بقادرة على رعاية مصالحها، نحن شعب همجي، وغير ناضج"، "المحتل مش بيغلبنا بالسلاح.. المحتل بيغلبنا بالرجالة اللي استعمر روحهم".
تم.