فيلم البريء
من إنتاج 1986م، تأليف وحيد حامد، إخراج عاطف الطيب، بطولة أحمد زكي، ومحمود عبد العزيز. يدور حول أحمد سبع الليل، إنسان غير متعلم يلتحق بالتجنيد في معتقل سياسي، فيشعر بأهميته في الدفاع عن وطنه ضد من يظنهم أعداء الوطن، فإلى أي حد سيدافع عن وطنه؟ وماذا سيفعل حين يكتشف الحقيقة؟
(اقرأ: كيف تكتب لوج لاين؟ شخصية وحدث وسؤالين)
البريء.. إنسان بسيط ولكن مختلف
يبدأ البريء ببضعة مشاهد تعطينا فكرة جيدة عن حياة البطل الاعتيادية قبل الدخول في مغامرة الفيلم، فنعرف أنه الوحيد -من بين أفراد الأسرة- القادر على رعاية أرضهم وحيواناتهم، حيث إن أمه عجوز، وأخيه يعاني من تخلف عقلي، ولذلك يكون دخول أحمد الجيش أمراً مفجعاً لأمه.
ورغم أن مشاهد البريء الأولى تظهر أحمد على أنه شخصية غاية في البساطة، إلا أنه مختلف عن الجميع، حيث إن شخصية البطل لا بد وأن يكون لها سمات مميزة، حتى يكون جديراً بالبطولة، وأحمد سبع الليل الوحيد الذي توقف من بين زملاءه ليقطع ساق نباتية حتى يصنع منها ناي، كما أنه الوحيد بين زملاءه الذي كان ينهض بين الحين والأخرى ليتطلع من النافذة، وهو شغوف بما سيراه وما سيختبره في الجيش.
(اقرأ: تراب الماس.. كيف تكون بطل؟)
البريء.. لكل معتقل معاناة
من الملفت في سيناريو فيلم البريء أن كل من المعتقلين الأبطال الثلاثة عانى بطريقة أو أخرى، الأول -الموظف الذي قام بدوره الفنان أحمد راتب- عانى أثناء ركوب المعتقلين القطار، حيث تحرك القطار قبل أن يركب جميع المعتقلين، فاضطر للركض خلفه، وتخبط أيما تخبط حتى استطاعوا إيقاف القطار. والثاني -الدكتور علي خليفة الذي قام بدوره الفنان جميل راتب- قام العقيد توفيق شركس بربطه في حصانه وسحله. وقد كان ما حدث لهذين المعتقلين دافعاً لأن يرفضا فكرة الهروب التي اقترحها المعتقل الثالث رشاد عويس -الذي قام بدوره صلاح قابيل، ومن ناحية أخرى كان عدم تعرض رشاد للمعاناة مثلهما دافعاً للتفكير والسعي للهرب.
البريء وحسين أفندي
ولأن الدراما تقتضي أن يكون البطل هو المتسبب الرئيسي في الأحداث، نجد أن بطل فيلم البريء أحمد سبع الليل هو السبب في دخول حسين أفندي المعتقل، وكان ذلك بطريقة غير مباشرة، حيث إن حسين قُبض عليه بسبب احتجاجه على مقتل رشاد عويس، وكان أحمد سبع الليل هو من قتله. وقد مات حسين أفندي بين يديه، وبسببه أيضاً لأنه رفض تنفيذ الأوامر، ومن الملفت أن قام مسئولو المعتقل بتعديل الجناية إلى إهمال في الخدمة بدلاً من عدم إطاعة الأمر، وكأن الخصوم يحترمون ثورة البطل بطريقة غير مباشرة.
نهاية فيلم البريء
يقتل أحمد سبع الليل جميع ضباط المعتقل، لما يأتون بمعتقلين جدد، بعد أن عرف جيداً أنهم ليسوا أعداءً للوطن، ثم يجلس أحمد سبع الليل ويعزف على الناي، وهنا يرمز الناي إلى اختلاف البطل، منذ بداية الفيلم، وفي نهايته، فرغم أنه شخصية بسيطة إلا أن بطولته عظيمة.
تم.