نبذة عن الحب فوق هضبة الهرم
قصة الحب فوق هضبة الهرم من تأليف نجيب محفوظ، ضمن مجموعة الحب فوق هضبة الهرم القصصية التي نشرت عام 1979م، تدور حول علي عبد الستار، الذي يقرر أن يتزوج رغم تعسر حاله المادي واستحالة قدرته على توفير متطلبات الزواج، متحدياً بذلك المجتمع.
عالم الحب فوق هضبة الهرم وعالم الواقع
حين يصنع الفنان الهاوي عملاً يعتقد أنه سيغير العالم، ولكن الحقيقة أن الواقع يبقى قاسياً، وإحقاقاً للحق قد يساعد الفن في التغيير بالطبع، ولكنه يغير جزءاً بسيطاً جداً. والمحزن في قراءة الحب فوق هضبة الهرم ليس أن فقط أزمة علي عبد الستار مازالت موجودة، بل إنها بلغت حداً يصبح معه الاطمئنان وقاحة، ويدفعك لأن تستهين بما يمر به بطل القصة، وقد تغتبطه لأن لديه وظيفة حكومية بمرتب ثابت!
وبناء عليه يكون اتصال نص الحب فوق هضبة الهرم بواقعنا المعاش شديد القوة، بل أقوى من اتصاله بالزمن الذي كتب فيه، فإذا وقعت الحب فوق هضبة الهرم من قارئ الماضي موقع الكاشفة، فهي تقع من قارئ الحاضر موقع المحبطة حد الموت، لما يجده قارئ اليوم من تفاوت شديد بين الحال والحال، بل يكاد القارئ يوقن أن ما يمر به المواطن من أزمات باتت مقاماً وليس مجرد حال يعرض وينتهي، بل يتوغل ويستفحل بغير قادر على الردع.
(أقرأ: مراجعة وتقييم رواية السراب لـ نجيب محفوظ)
الحب فوق هضبة الهرم جرعة مكثفة
جاءت قصة الحب فوق هضبة الهرم قصيرة مكثفة، نفسية يقصها على البطل بصوته الداخلي، وكان ذلك مناسباً نظراً لندرة المغامرين في الواقع، حيث إن معظم الشخصيات في الحياة وإن ظهروا كأبطال فإن أحداث قصتهم لهي أحداث اعتيادية يومية، كما هو الحال في رواية خان خليلي والسراب، أما حين تدور القصة حول مغامر مثل علي عبد الستار بطل قصتنا، ومثل جعفر الراوي بطل رواية قلب الليل، غالباً ما تكون القصة قصيرة مكثفة.
(أقرأ: قلب الليل.. كيف تكون بطل سلبي؟)
وبناء عليه يتعين على الكاتب أن يعطي المبررات القوية التي تدفع البطل لخوض غمار رحلته المحفوفة بالمخاطر، وقد نجح نجيب محفوظ في إعطائنا دوافع مناسبة في الفصل الأول من قصته التي بدأها بعبارة: أنا أريد امرأة، ومن ثم شملتْ أحداث الفصل الأول تهافت علي عبد الستار على اختلاس النظر من أجساد النساء حتى كاد يودي بحياته في حادث سير. كما أبرز نجيب محفوظ تعليمه الجيد وثقافته اللذان شكلا الوعي الذي دفعه للتحدي، فما كان ينقصه سوى محفزاً أخيراً، وكانت زميلته الجميلة رجاء، التي عُينتْ حديثاً -بعد التمهيد للمغامرة- فغمرت حياة البطل بلون جديد ما كاد حتى يتحول إلى حب يستوجب المغامرة من أجله، والتصدي لجنون المجتمع.
ولكن مهما كان البطل قوياً ومغامراً ينبغي أن يتعثر وفي لحظات معينة يفقد الأمل، ولم يخف ذلك على الكاتب، واستطاع تناوله بشكل جيد.
وقد يعاب على نجيب محفوظ في الحب فوق هضبة الهرم التكثيف المفرط، فقد وقعت الحب فوق هضبة الهرم في حوالي ثمانين صفحة، قفز نجيب محفوظ عبرها عدة قفزات كانت موترة إلى حد ما. ولكن قد يكون المقصد من تكثيف المغامرة هو انتباه الكاتب إلى ندرة وصعوبة حدوثها في الواقع، وبالتالي وعلى حد وصف على عبد الستار في أحد المشاهد أنه إذا فكَّر غير مرة لن يفعل شيئاً مما فعل، وبناء عليه قرر نجيب محفوظ أن تسري الأحداث في سرعة وتقافز.
(أقرأ: مراجعة وتقييم رواية خان الخليلي لـ نجيب محفوظ)
تقييم الحب فوق هضبة الهرم
4,5/5
اقتباسات من قصة الحب فوق هضبة الهرم
"إذا صدك العقل عن السعادة فجرب الجنون، أليس ذلك من العقل أيضاً؟"، "يلزمنا قدر من الجنون نلقى به عالمنا المجنون".
تم.