القصة الحقيقية لـ صايع بحر.. الإسكندر الأكبر شاهد

فيلم صايع بحر

في هذا المقال نتناول تحليل سيناريو وشرح قصة فيلم صايع بحر، وكيف أن القصة تدور ببساطة حول شاب يقود فرقة موسيقية لإحياء الأفراح، يريد أن يتزوج ويعيش في الحلال إلا أن الظروف تكاد تدفعه في سبيل الحرام.

(اقرأ: كيف تكتب لوج لاين؟ شخصية وحدث وسؤالين)

ونشير في مقالنا إلى أن مشاكل كثيرة متعلقة بالسرد حالت دون وصول القصة إلى المتلقي بالسلاسة المطلوبة.

فيلم صايع بحر من تأليف بلال فضل، إخراج الراحل علي رجب، بطولة أحمد حلمي وياسمين عبد العزيز.

صايع بحر


بداية صايع بحر

حول تمثال الإسكندر الأكبر يبدأ فيلم صايع بحر، فنرى حنتيرة -أحمد حلمي- يحيي فرحاً، ولنركز على وجود الفرح في محيط تمثال الاسكندر الأكبر، حيث سيكون له توظيف درامي في نهاية الفيلم.

ويلتقط حنتيرة فتاة ليل من الفرح ويذهب بها إلى عيادة دكتور نساء وتوليد، يقوم حنتيرة بخداع الدكتور كي ينام معها في عيادته، لأنه لا يملك المكان والأموال التي يحتاجها لتحقيق ذلك.

وهنا نلفت إلى أن سيناريو فيلم صايع بحر كان من الممكن أن يوضح أكثر أن حنتيرة -بحكم طبيعة عمله والفرح الذي كان يحييه للتو- يتوق إلى أن يعاشر امرأة، وعليه يلجأ إلى فعل ما فعل.


صراع صايع بحر الرئيسي

وكان ينبغي أن يتضافر ما سبق مع المشهد حيث يندب حنتيرة ورفاقه حظهم، ويقولون كيف أنهم كانوا يحلمون بأن يصبحوا موسيقيين مشهورين وأغنياء، ولكن آخر المطاف أصبحوا فرقة أفراح شعبية بسيطة ومغمورة.

وحينها رد حنتيرة عليهم قائلاً إما الصبر والحلال وإما العمل في تجارة المخدرات، وهذا هو الصراع الرئيسي في فيلم صايع بحر، والذي لم تعبر عنه قصة الفيلم كما ينبغي، فحنتيرة ببساطة -وكذلك رفاقه- يريد أن يتزوج، ولكنه لا يملك الإمكانيات المطلوبة، لذلك يدخل في صراع ضد اللجوء للسبل المحرمة.


الصراع العاطفي في صايع بحر

ورغم أن حنتيرة في حاجة إلى الاجتهاد في العمل، إلا أنه يفسد مباراة كرة السلة التي كلف وفرقته بتشجيع إحدى لاعباتها، من أجل أن يسترق حديث مع الفتاة المعجب بها.

ولا يجوز لنا أن نعتبر ذلك موضع نقد، ونقول إنه لا يتماشى مع الصراع، إذ أن طبيعة شخصية حنتيرة تسمح بأن يفعل مثل هذه التصرفات الطائشة حتى وإن كانت تضر بمصلحته المادية. 

كما أنه يريد المال من أجل الزواج وبالتالي من المنطقي أن يندفع في لحظة ما وراء رغبته في لقاء الفتاة ويؤثر ذلك على العمل.

ويخطب حنتيرة الفتاة ومن ثم تخونه مع ضابط شرطة، وعلى التوازي نجد علاقة عماد بمحبوبته تتعقد بسبب أمور مشابهة، وهنا يزداد الصراع قوة ضد البطل، فالحياة لا تكتفي بتعسره المادي، إنما من يحاول من أجلها تخونه.


صايع بحر وطريق المخدرات 

ورغم أن الصراع الرئيسي هو زواج حنتيرة إلا أنه حين يقرر أن يعمل في المخدرات يكون ذلك بسبب أهله، ولكن قد يكون السيناريست أراد ألا يكون الزواج هو الدافع المباشر، وأن يقرر حنتيرة العمل في المخدرات فقط لأجل رد الجميل للمعلم شهاب، حتى لا نشعر أن البطل سلبي أو متخاذل للدرجة التي لا تدفعنا للتعاطف معه.

ولكن ما يؤخذ على السيناريو هو أن ما فعله حنتيرة من أجل المعلم شهاب في صفقة الفحم لم يخدم الخط الرئيسي بأي شكل من الأشكال.

(اقرأ: ليون المحترف.. كيف كانت الاحترافية موضوع الفيلم؟)


الاختبار الأقصى في صايع بحر

مصطلح الاختبار الأقصى في كتاب جوزيف كامبل البطل بألف وجه يعني اللحظة التي يخسر البطل فيها كل شيء أو يكاد، ما يدفعه لفعل ما لا يتوقع منه، وفيه تقرر والدة نعمة فسخ خطوبة ابنتها من حنتيرة.

ما يدفع حنتيرة لأن يسرق أموال أحد الأثرياء الذي أحيى حفل في فيلاه في بداية الفيلم، ومن العجيب أن تقبض الشرطة على حنتيرة ولا تقبض كذلك على الفتى الشاذ الذي يعمل لدى القتيل، فمن غير الطبيعي ألا يقبض على كل المشتبه فيهم، وأن تنتظر الشرطة أن يهرب حنتيرة لكي يقبض لهم عليه!


التغيير في صايع بحر

وفي النهاية من المفترض أن تعلم حنتيرة الدرس وأدرك أن الجريمة لا تفيد، وقرر الرجوع للحلال، ولكن الفيلم لم يوضح لنا ماذا فعل حنتيرة بالضبط، وكيف انحلت أزمته المادية ووافقت حماه على زواجه من ابنتها.

الإسكندر الأكبر شاهد على التحول في صايع بحر

ونلفت إلى أن فرح حنتيرة في مشهد الختام كان في محيط تمثال الإسكندر الأكبر، وهو نفس المكان الذي أحيى فيه حنتيرة فرحاً في بداية الفيلم، قبل أن يضاجع فتاة ليل في الحرام، ما يشير إلى التحول في قصة الفيلم.

وقد كان يفضل أن يبدأ فيلم صايع بحر بمشهد الفرح، ولكنه يبدأ بحنتيرة يركب دراجة ويتحرك بها في شتى مناطق الإسكندرية.

(اقرأ أيضاً: تحليل ميكروفون.. ما له وما عليه)

تم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال