موجز تاريخ الدراما مع قصة من كل حقبة.. ما يحتاج الكاتب معرفته

تاريخ الدراما.. تعريف الدراما

الدراما هي كل ما يقع في إطار القصة الممثلة، سواء ممثلة عن طريق وسيط سمعي أو بصري، مثل السينما والمسرح، أو من خلال نص أدبي مكتوب مثل الرواية. والقصة الدرامية هي مجموعة من الأحداث المتصلة ببعضها البعض بشكل محكم يؤدي إلى فكرة ما، وتكون هذه الأحداث نتيجة تفاعل الشخصيات، وبصفة أساسية نتيجة أفعال بطل القصة.

موجز تاريخ الدراما


تاريخ الدراما.. الدراما في مصر القديمة (3000 ق.م)

يبدأ تاريخ الدراما في مصر القديمة، لم يعثر على نصوص مسرحية، فالمسرح لم يتواجد في حياتهم بشكله التقليدي المعروف، وإنما كان هناك ما يشبه التمثيلية الطقسية، كانت تقام في المعابد بالاستعانة بنصوص محفوظة، وأداء حركي أو راقص، وملابس خاصة، بالإضافة إلى الموسيقى الوترية والإيقاعية.

ومن أشهر التمثيليات الطقسية في مصر القديمة هي دراما إيزيس وأوزوريس، التي كانت تقام سنوياً في أبيدوس، يؤديها الكهنة، وأغلب الظن أن الملك الحاكم للبلاد هو من يقوم بتجسيد دور الإله أوزوريس، ويشارك عامة الناس أحياناً في التمثيلية عن طريق البكاء عند أجزاء معينة، أو الهتاف بعبارات معينة.


تاريخ الدراما.. ملخص قصة إيزيس وأوزوريس

كان أوزوريس ملكاً حكم البلاد بالعدل والمحبة، علم الناس الزراعة والقانون والموسيقى، ولكن كان أخوه ست يغار منه ويحقد عليه، فقرر أن يتخلص منه ليستولي على العرش، وذلك بأن وضعه في تابوتٍ وألقاه في النيل. 

ولما نجحت إيزيس زوجة أوزوريس في استعادة جثمان زوجها، قام ست بتقطيع الجثة إلى 14 جزءًا، واستطاعت إيزيس أن تجمع أجزاء جثة زوجها ما عدا جزءًا واحداً، ومستعينة بالسحر تمكنت من إعادة الحياة لجسد زوجها، ولكن للحظات، حملت أثناءها منه، قبل أن ينتقل أوزوريس إلى العالم الآخر ويصبح إله البعث والحساب.

أنجبت إيزيس حورس الذي كبر وتدرب، ثم خاض المعارك ضد عمه ست حتى انتصر عليه، وتوج حورس ملكاً، وتحققت العدالة وساد السلام، فأصبح أوزوريس رمزاً للبعث والحياة الأخرى، وإيزيس رمزاً للإخلاص والأمومة، وحورس رمزاً لانتصار الخير على الشر، الذي أصبح ست بطبيعة الحال رمزاً له.


تاريخ الدراما.. الدراما في اليونان القديمة (600 ق.م)

الدراما اليونانية هي أول دراما حقيقية يعرفها الإنسان، فاليونانيون أول من أقاموا المسارح ونظموا المناسبات لعرض مسرحياتهم، وكان منبع الدراما اليونانية هو الطقوس الدينية المرتبطة بعبادة الإله ديونيسيوس- شأنهم في ذلك شأن المصريين القدماء، ثم تطور الأمر من مجرد مسرحيات تعرض قصة الإله، إلى إقامة مهرجانات مسرحية يتنافس فيها الكتاب بمؤلفاتهم. 

وبعد أن كانت المسرحية عبارة عن إنشاد جماعي تؤديه الجوقة يسمى بـ (الديثرامب)، ظهر الممثلون الذين تقدموا على الجوقة المنشدة، وقد كان التمثيل في بداية الأمر مقتصر على ممثل واحد يقوم بتبديل الأقنعة على وجهه، قناع خاص بكل شخصية، مع تغيير نبرة صوته، قبل أن يظهر الممثل الثاني، ويتطور من بعدها مفهوم التمثيل رويداً رويداً.

وتطورت الدراما فاتخذت ثلاثة أشكال: 

1- التراجيديا: وهي قصة أشخاص النبلاء توقعهم أخطائهم في مأساة.

2- الكوميديا: وهي قصة أشخاص رذلاء، يتعرضون لأخطاء مضحكة بسبب نقائصهم. 

3- الساتير: وهي مزيج بين التراجيديا والكوميديا.


من أشهر كتاب الدراما اليونانية: 

- أسخيلوس

- يوربيدس

- أريستوفان 

- سوفوكليس الذي كتب المسرحية الشهيرة أوديب ملكاً.

(أقرأ: ملخص كتاب فن الشعر لـ أرسطو)


تاريخ الدراما.. ملخص مسرحية أوديب ملكاً

ولد ونشأ أوديب في كنف ملك مدينة كورنثوس على أنه ابنه، ثم جاءته نبوءة بأنه سيقتل أباه ويتزوج أمه، ففر أوديب من المدينة هرباً، وذهب إلى طيبة، وفي طريقه اشتبك مع لايوس ملك مدينة طيبة وقتله، دون أن يعرف أوديب أنه الملك وأنه أبوه الحقيقي.

ونجّا أوديب مدينة طيبة من لعنة وحش يدعى أبو الهول، فكافأه سكانها بأن جعلوه ملكاً عليهم، وتزوج من جوكاستا زوجة الملك المتوفى.

وضرب الطاعون طيبة، وسأل أوديب العرافين فعرف بالتدريج أنه سبب هذه اللعنة، لأنه قتل أباه وتزوج من أمه، حيث إن أبيه هو الملك لايوس الذي قلته، وقد جاءت لايوس نفس النبوءة حين أنجب أوديب بأن هذا الابن سيقتله ويتزوج من أمه، فحاول التخلص منه، ولكن شاء القدر أن ينجو أوديب ويتربى في كنف ملك آخر على أنه أبوه.

فانتحرت جوكاستا، وفقأ أوديب عينيه لأنهما لم تريا الحقيقة، وباتت قصة أوديب رمزاً لمحاولة الإنسان الهروب من القدر.


تاريخ الدراما.. الدراما في روما القديمة (240 ق.م)

كان المسرح في روما القديمة وسيلة لتسلية الشعب وتهدئة الغضب الاجتماعي، لم يبتكر الرومان أشكالاً جديداً في المسرح، إنما تبنوا الشكل اليوناني وأضافوا إليه بعض التعديلات، فقد اهتموا بالمؤثرات السمعية والبصرية، حتى أن بعض مشاهد العنف كانت تجسد فعلياً وليس تمثيلاً. 

من أشهر كتاب الدراما الرومانية: 

- تيرينس

- سينيكا

- بلوتوس: الذي كتب المسرحية الكوميدية الشهيرة: الجندي المغرور.


تاريخ الدراما.. ملخص مسرحية الجندي المغرور

في مدينة أفسوس يعيش بيرغونوس، وهو جندي مغرور، قام بخطف الفتاة الجميلة فيلوكوماتيوم من حبيبها بلابونيس، مقتنعاً أنها مغرمة به.

دبر حبيب الفتاة خديعة لاستعادتها من الجندي المغرور، فتنكر في لباس امرأة جميلة وثرية، لإثارة إعجاب بيرغونوس المغرور فتخلى عن فيلوكوماتيوم من أجلها. 

قبل أن يكتشف الجندي الحقيقة، وكان بلايونيس ومحبوبته فيلوكوماتيوم قد نجحا في الفرار منه، وتنتهي القصة بأن يهجم الناس على بيرغونوس المغرور ويضربونه لغروره وسذاجته. 


تاريخ الدراما.. الدراما في العصور الوسطى (470 م)

اعتبرت المسيحية المسرح من بقايا الوثنية فحرمته، قبل أن تستغله لخدمة الدين والتربية، عن طريق تمثيليات تعرض حياة المسيح ومعجزات القديسين وقصصاً من الكتاب المقدس، وذلك في مواسم الأعياد والاحتفالات الدينية، مثل مسرحية النبي دانيال.


تاريخ الدراما.. ملخص مسرحية النبي دانيال

في زمن بعيد، كان هناك نبي صالح اسمه دانيال يعيش في بلاط ملك بابل، كان دانيال رجلاً متدينًا ومخلصًا لله. قرر الملك إصدار أمر بمنع الصلاة لأي إله غيره، وفرض على الجميع أن يطيعوه دون اعتراض، لكن دانيال ظل متمسكًا بصلاته لله.

ولما علم الحاقدون في البلاط أخبروا الملك، فأمر بوضع دانيال في جب الأسود -كهف مليء بالأسود المفترسة- عقابًا له، لكن حدثت المعجزة، حيث أرسل الله ملاكًا لحماية دانيال، فلم تؤذِه الأسود، فتعلم الملك درسًا عظيمًا، وأعلن عبادة الله الواحد الحقيقي، ورفع الظلم عن دانيال.


تاريخ الدراما.. الدراما في عصر الدولة الإسلامية (600 م)

بسبب تخوف المسلمون من التشخيص، وبجانب اعتماد الثقافة العربية على السرد الشفهي، لم يعن المسلمون بالمسرح، ولكن الفنون الشعبية عوضت ذلك، فظهرت أشكال أخرى للدراما منها: 

    - خيال الظل، وهو فن بصري يعتمد على تحريك الدمى خلف ستارة

    - السير الشعبية التي كان ينشدها الشعراء في المقاهي والأسواق

ومن أشهر الحكايات: ليالي ألف ليلة وليلة، ومنها حكاية علي بابا والأربعون حرامي، وعلاء الدين والمصباح السحري.


تاريخ الدراما.. قصة علاء الدين والمصباح السحري

كان يا مكان في قديم الزمان، شاب فقير اسمه علاء الدين، في يوم من الأيام، جاء ساحر شرير إلى المدينة مدعيًا أنه عمه، وطلب من علاء الدين مساعدته في مهمة داخل كهف مليء بالكنوز، وبه مصباحاً غريباً. 

دخل علاء الدين الكهف وجمع الكنوز، لكنه اكتشف أن الساحر يريد أن يخونه ويتركه محبوسًا في الكهف، واستطاع أن يخرج بذكاء بمساعدة المصباح، ثم اكتشف علاء الدين أن المصباح يحتوي على جني قوي يمكنه تحقيق كل ما يطلبه، بدأ علاء الدين يستخدم قوة الجني، بنى قصرًا رائعًا وتزوج من الأميرة التي كان يحبها. 

ولكن الساحر الشرير عاد ليحاول استعادة المصباح، فتغلب علاء الدين عليه، وحافظ على المصباح، وعاش سعيدًا مع عائلته إلى الأبد.


تاريخ الدراما.. الدراما في عصر النهضة الأوروبية (1400 م)

بدأت الدراما تتطور في إيطاليا فظهر ما يعرف بالـ Commedia dell’arte وهي عبارة عن مسرح شعبي مرتجل، يتفاعل فيه الممثلون مع الجمهور، وألهمت هذه الكوميديا الإيطالية المسرح الفرنسي فظهر موليير، وألهمت كذلك إنجلترا فظهر الكاتب المسرحي الأشهر وليام شكسبير، الذي كتب روائع خالدة مثل: هاملت، عطيل، والملك لير. 


تاريخ الدراما.. ملخص مسرحية عطيل

في مدينة البندقية، كان عطيل قائداً عسكريًا، وكان رجلاً أسودًا من أصول إفريقية، مما جعله غريبًا في نظر المجتمع، لكنه نال احترامًا واسعًا لقوته وشجاعته.

وقع عطيل في حب امرأة جميلة اسمها دِزديمونة، ابنة أحد نبلاء المدينة، وتزوجها سرًا، لكن زواجهما لم يرق للكثيرين، وخصوصًا إياجو، الجندي الحاقد، فزرع إياجو الشك في قلب عطيل، ولمّح له أن دزديمونة تخونه مع ضابط يُدعى كاسيو.

استخدم إياجو أدلة زائفة، أبرزها منديل صغير أهداه عطيل لزوجته، تمكن إياجو من أن يوصله إلى كاسيو ليتأكد لعطيل شكوكه، ما جعله يقتل دزديمونة، ثم اكتشف الحقيقة بعد فوات الأوان، فانتحر عطيل فوق جثة محبوبته.


تاريخ الدراما.. الدراما الحديثة (1900 م تقريباً)

جنحت الدراما الحديثة نحو الواقعية، فجسدت حياة الناس اليومية التقليدية، مبتعدة عن خلق العوالم الخيالية الفائقة، أو تناول حياة الأبطال النبلاء أو الرذلاء، مثلما كان في التراجيديا والكوميديا الكلاسيكيتين.

فظهر هنريك إبسن -من أعماله بيت الدمية، وأنطون تشيخوف –من أعماله بستان الكرز، وظهرت الرواية كشكل من أشكال الدراما، ولاحقاً ظهرت السينما وتبعها التلفزيون. 

ومع وقوع الحربين العالميتين في القرن العشرين، وظهور نظريات داروين عن أصل الإنسان، ونظريات فرويد في التحليل النفسي، بدأت الدراما تتجه نحو التغريب والعبث، فظهر مسرح بريخت الملحمي، وهي دراما تعتمد بصفة أساسية على كسر الإيهام بالواقع، ما يشير إلى الجنوح الشديد نحو التغريب، وكذلك ظهر كافكا ودوستويفسكي وغيرهما، بأعمال درامية تحمل طابع سوداوي وتبحث في ماهية الإنسان، ومدى تعقيده، وعجزه عن فهم نفسه، وتأثره بالمجتمع الصناعي الحديث. 


تاريخ الدراما.. ملخص رواية المسخ لـ فرانز كافكا

تدور حول جريجور سامسا، الذي يستيقظ ذات يومٍ ليجد نفسه قد تحول إلى حشرة ضخمة! فيدخل في صراع حيث يعوقه هذا الانمساخ عن أداء عمله الذي تعتمد عليه أسرته التي يعولها، ويعنى بتسديد ديونها.

يحاول جريجور التحدث مع عائلته، ولكن لا يستطيع التواصل معهم، بل يثير الرعب والاشمئزاز في نفوسهم، ومع مرور الوقت، يصبح منبوذاً ومكروهاً حتى من أخته التي كانت الأقرب إليه، دون أن يحاول أي منهم فهم ما حدث، أو التعاطف معه.

تبدأ الأسرة في التكيف مع الوضع، حيث تضطر كل من أخته ووالديه للبحث عن عمل، ويحاولون التخلص منه، ناكرين بذلك كل ما كان يفعل من أجلهم، وما إن يسمعهم يخططون لذلك حتى يموت كمداً، وذلك يصيب الأسرة بالراحة!

(أقرأ: الإنسان الآلي.. تحليل رواية المسخ)

تم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال